شاهدت الدكتور مصطفى مدبولى يؤكد ويشدد على أن العلمين الجديدة ليست مدينة للاغنياء فقط وإنما مدينة للمصريين بكل مستوياتهم .. وشاهدت رئيس مجلس مدينة العلمين الجديدة يؤكد على نفس المعنى، ويدافع عن الساحل الشمالى مشددا على أنه لا يوجد ساحل طيب وساحل شرير فالساحل كله خير.
سمعت هذا الكلام الطيب فتشجعت وعقدت العزم على أن أشد الرحال إلى العلمين الجديدة لأقضى فيها ولو بضع ساعات، اسعد فيها بالبلبطة فى بحرها الساحر وأتابع فعاليات مهرجانها المتنوعة مابين ثقافية ورياضية وغنائية.
وتوكلت على الله وسألت عن موعد رحلات الأوتوبيسات المخصصة لنقل راغبى زيارة العلمين، وصلت العلمين وجدتها بالفعل مبهرة، أبراج تنافس وتضارع أبراج دبى وأبوظبي، وبحر فيروزي شديد الجمال، وأحداث ومناسبات عن يمينك وشمالك.
وكم كانت سعادتى لا توصف عندما وجدت فى منطقة المطاعم عربة عم أبو السعود أشهر بائع فول وطعمية فى حارة السقايين، قدمت له التحية فقال جئت لأخدم زوار العلمين من أبناء الشعب.. طلبت واحد فول وواحد طعمية وطبق سلطة ورغيفين عيش، أكلت بشهية كبيرة خاصة مع هواء البحر ورائحة اليود. سألت عم أبو السعود عن الحساب، رد خليها علينا.. أقسمت عليه قال ٢٠ جنيها، تحركت وأنا أفكر فى ضرورة التحلية بعد هذه الوجبة المعتبرة.. لم أصدق عينى وأنا أري عم عبده أشهر بائع جيلاتى ودندورما فى عابدين كلها، رأيته منتصبا بجلبابه الشاهق البياض وعربته المزركشة بكل الألوان.. لمحنى فوجه لى تحية بالبروجى الذى اعتاد أن يطلقه ليقول لزبائنه ها قد وصلت.. طلبت واحد جيلاتى مشكل ببسكوتة دبل، التهمت الجيلاتى باستمتاع شديد، خاصة وأنا أري زبائن كثر يتحلقون أمام عم عبده.. سألته كم الحساب يا عم عبده، أجاب بسيطة ١٠ جنيهات.
قررت أخذ جولة على كورنيش العلمين، فوجئت بعم رزة العجلاتى صديق كل أبناء عابدين وحارة السقايين وشارع مؤنس أفندي.. احتضنته محييا وطلبت عجلة ٢٤ ، أحضرها لي، وقال مسموح لك بساعة كاملة.. انطلقت فى أنحاء المدينة الجميلة ومع نهاية الساعة عدت لعم رزة وسألته عن الحساب، فقال ٢٠ جنيها لو معاك، أحسست بمن يلكزنى فوجئت بزوجتى تقول استيقظ، انت بتكلم نفسك وانت نايم.
اكتشفت أننى كنت أحلم واستعدت تفاصيل الحلم.. فقلت: وتبقى السيرة العطرة ربنا يرحمك يا عم أبو السعود أنت وعم عبده وعم رزة العجلاتى. عابدين وحارة السقايين لن تنساكم ولن تنسى أيامكم.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج